الجمعة، 23 يونيو 2017

الطب والصيدلة في عصر الحضارة الإسلامية


الطب والصيدلة في عصر الحضارة الإسلامية

الطب والصيدلة في عصر الحضارة الإسلامية

 نشأ الطب الإسلامي  : 


  نشاء الطب الاسلامى كنتيجة للتفاعل الذي حدث بين الطب التقليدي العربي والمؤثرات الخارجية كانت الترجمات الأولى للنصوص الطبية، عاملاً أساسيًا في تكوّن الطب الإسلامي كما كان للترجمات اللاتينية للأعمال العربية أثرها البالغ في تطور الطب في نهاية العصور الوسطىوبداية عصر النهضة
وفي الوقت الذي كانت فيه الكنيسة الغربية تحرم صناعة الطب، لأن المرض عقاب من الله لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه، وهو الاعتقاد الذي ظل سائدًا في الغرب حتى القرن الثاني عشر بدأ المسلمون في القرن التاسع الميلادي في تطوير نظام طبي يعتمد على التحليل العلمي ومع الوقت، بدأ الناس يقتنعون بأهمية العلوم الصحية، واجتهد الأطباء الأوائل في إيجاد سبل العلاج. أفرز الإسلام في العصور الوسطى بعض أعظم الأطباء في التاريخ، الذين طوروا المستشفيات، ومارسوا الجراحة على نطاق واسع، بل ومارس النساء الطب، حتى أنه كانت هناك طبيبتان من عائلة ابن زهرخدمتا في بلاط الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور في القرن الثاني عشر الميلادي وقد ورد ذكر الطبيبات والقابلات والمرضعات في الكتابات الأدبية لتلك الفترة
ويعد الرازي وابن سينا أعظم هؤلاء الأطباء، وظلت كتبهم تدرّس في المدارس الطبية الإسلامية لفترات طويلة، كما كان لهم وبالأخص ابن سينا أثرًا عظيمًا على الطب في أوروبا في العصور الوسطى. في العصور الوسطى، كان المسلمون يصنفون الطب أنه فرع من فروع الفلسفة الطبيعية، متأثرين بأفكارأرسطو وجالينوس. وقد عرفوا التخصص، فكان منهم أطباء العيون ويعرفون 

بالكحالين، إضافة إلى الجراحين والفصادين والحجامين وأطباء أمراض النساء.

وتعتبر مرحلة القمه للاطباء المسلمين هى:



1-مرحلة النهضة الإسلامية
 ، وتبدأ منذ بداية الإسلام حتى نهاية عصر العباسيين، 

2-مرحلة العصر الإسلامي
 حيث وصلت تلك العلوم إلى ذروتها، 

3- مرحلة عصر الانحطاط  
حينما ترجم الطب الإسلامي إلى اللغات الأوروبية ممهدة الطريق لتأسيس قاعدة الطب الغربي الحديث.

  أشهر أطباء المسلمين في العصر الإسلامي


1- ابو بكر الرازى




 هو أول طبيب يتحدث عن الحساسية والمناعة، وأول من اكتشف أن الحمى هي الطريقة التي يدفع بها الجسد الداء عن نفسه
 كان رئيساً لمستشفى بغداد، وقد كانت طريقته في اختيار مكان بناء المستشفى دليلاً على معرفته بطرق انتشار العدوى عبر الهواء، وقد عدّد المؤرخ البيروني للرازي 56 مؤلفاً في الطب أهمها كتاب الحاوي، وقد صَرَف الرازي جزءًا كبيراً من حياته في تدريس الطب للأطباء الشباب.
وكانت صنعة الكيميائي المخوّل بتركيب الأدوية فناً يدرّسه أكثر الأطباء، وكانت صنعة منتشرة بشكل كبير وتتطلب إذناً خاصاً لمزاولتها. والأدوية إما بسيطة أو مركبة، وقد كان تأثيرها ومضاعفاتها على جسم الإنسان تفصيلياً ومثبتاً، وبدأت الكتابات حول الأدوية قبل بدء الترجمات عن اللغات الأجنبية.
2- عميد الجراحين.. أبو القاسم الزهراوي


هو طبيب عربي مسلم عاش في الأندلس. يعد أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، ووصفه الكثيرون بأبو الجراحة الحديثة أعظم مساهماته في الطب هو كتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف»، الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا كان لمساهماته الطبية سواء في التقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي صنعها تأثيرها الكبير في الشرق والغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم ويعد الزهراوي أول طبيب يصف الحمل المنتبذ، كما أنه أول من اكتشف الطبيعة الوراثية لمرض الناعور. وهو اول من اكتشف مرض الهموفيليا في الدم في كتابه "التصريف"، حين قال إن رجال إحدى الأسر كانوا يموتون من نزيف الدم بعد الإصابة بجروح بسيطة

3-ابن النفيس 


مكتشف الدورة الدموية الصغرى وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجييّ العصور الوسطى ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى
 من مؤلفات  ابن النفيس في الطب، أهمها: 
  • الشامل في الصناعة الطبية  وهو أضخم موسوعة طبية كتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني، وقد وضع مسودتها بحيث تقع في ثلاثمائة مجلد بيّض منها ثمانين. وتمثل هذه الموسوعة الصياغة النهائية والمكتملة للطب والصيدلة في الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى.
  • شرح تشريح القانون: جمع فيه أجزاء التشريح المتفرقة في كتاب القانون لابن سينا وشرحها، وفيه وصف الدورة الدموية الصغرى وهو الذي بيّن أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع من الفيزيولوجيا.

4-ابن سينا

امير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى اول من كتب عن الطبّ في العالم 
 يُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان ووصف أعراض حصى المثانة، 
 كان لابن سينا معرفة جيدة بالأدوية وفعاليتها، وقد صنف الأدوية في ست مجموعات، وكانت الأدوية المفردة والمركبة (الأقرباذين) التي ذكرها في مصنفاته وبخاصة كتاب القانون لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه نحو 760 عقَّارًا رتبها ألفبائيا.

 كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة
  وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء  وكتاب الشفاء حيث انه
 درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه.


اهم .أعماله كتاب القانون في الطب 



الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وبقي كتابه (القانون في الطب) العمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوربا 

  الطب النبوى
ولا ينسى كتاب التعريج على الآيات القرآنية التي تذكر الفوائد الصحية والطبية لبعض الأطعمة كالعسل والتين والزيتون، كما يذكر اهتمام المسلمين بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة بالطب والتي تحولت مع الزمن إلى ما عرفه المسلمون بالطبّ النبوي.
إن الأطباء المسلمين حينما سمعوا الحديث النبوي القائل "إن الله لم يخلق داءً إلا خلق له دواءً"، انطلقوا بثقة كبيرة بالنفس وهم واثقون بأنهم سيجدون علاجاً لكل مرض من الأمراض التي واجهوها، وحققوا خطوات واسعة في مجال علوم التشريح والحساسية والبكتيريا وعلم الأعشاب وطب الأسنان وعلم الأجنة والتوليد وطب العيون والأمراض الباطنية وطب الأطفال وطب النفس والجراحة وأمراض جهاز البول والأدوية.
ويتابع المؤلف بتفصيل نظريات القرآن حول خلق الإنسان ومراحل تكوينه، كما يلحظ وجود تشابه كبير في النظريات التي وضعها قدماء اليونانيين مع النظريات القرآنية حول الموضوع، ويورد حديث الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنه الذي جاء أسود اللون، فسأله النبي عن لون الجمال التي لديه، ليستدل على أنه كان ثمة معرفة ما بتوارث وانتقال الخصائص الوراثية من جيل إلى آخر.

الصيدله فى العصر الاسلامى 


جهود المسلمين في الصيدلة:

عرف المسلمون الصيدلة وأخذوه في بداياتهم  عن اليونان؛ حيث اعتنوا بكتاب (المادَّة الطبيَّة في الحشائش والأدوية المفردة)قام الصيادلة المسلمون -بفضل خبرتهم وممارستهم- بالزيادة على هذا الكتاب  فقد جرت بعضُ محاولات لعلماء المسلمين للاستفادة من الأعشاب المحلِّيَّة؛ كان من بينها في بادئ الأمر تصنيف ما يشبه المعاجم على هيئة جداول، تحتوي على أسماء النباتات المختلفة باللغات العربيَّة، واليونانيَّة، والسريانيَّة، والفارسيَّة، والبربريَّة وتشرح أسماء الأدوية المفردة،  ومن اسهامات العلماء المسلمين ايضا فى علم الصيدله انهم أدخلوا نظام الحِسْبَة ومراقبة الأدوية ونقلوا المهنة من تجارة حُرَّة يعمل فيها مَنْ يشاء، إلى مهنة خاضعة لمراقبة الدولة، وكان ذلك في عهد المأمون، وقد دعاه إلى ذلك أن بعضًا من مزاولي مهنة الصيدلة كانوا غير أمينين ومدلّسين، ومنهم من ادَّعى أن لديه كل الأدوية، ويعطون للمرضى أدوية كيفما اتَّفَقَ؛ نظرًا لجهل المريض بأنواع الدواء؛ لذا أمر المأمون بعقد امتحان أمانة الصيادلة، ثم أمر المعتصم من بعده  أن يمنح الصيدلاني الذي تثبت أمانته وحذقه شهادة تجيز له العمل، وبذا دخلت الصيدلة تحت النظام الشامل للحسبة، وقد انتقل هذا النظام إلى أنحاء أوربا في عهد فريدريك الثاني (607-648هـ/ 1210-1250م)، ولا تزال كلمة مُحْتَسِب مستخدمة في الإسبانيَّة بلفظها العربي حتى الوقت الراهن."وكانت الحكومة تراقب تلك الصناعة الضرورية لرفاهية أبناء البلاد، وكان الصيادلة مسئولين عن صلاح الأدوية واعتدال أثمانها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق