الجمعة، 23 يونيو 2017

تعرفوا على التهاب الأذن الوسطى لدى الاطفال


يصاب 2 من كل 3 أطفال بهجمة واحدة على الأقل من التهاب الأذن الوسطى بحلول السنة الثالثة من عمرهم فكيف يمكنكم الوقاية من التهاب الاذن الوسطى؟
ان التهاب الاذن الوسطى مرض شائع جدا عند الاطفال حيث تدل الدراسات على ان 2 من كل 3 اطفال يصابون بهجمة واحدة على الاقل من التهاب الاذن الوسطى بحلول السنة الثالثة من عمرهم، ورغم كون التهاب الاذن الوسطى مرضا غير معد لكنه غالبا ما يتلو الانتانات التنفسية العلوية لذلك راينا ان نتحدث عنه في هذا الكتيب مع باقي الاخماج التنفسية.
 لمحة تشـريحية:
تتالف الاذن من ثلاثة اقسام هي الاذن الخارجية، الاذن الوسطى والاذن الداخلية. تتالف الاذن الخارجية من صيوان الاذن ومجرى السمع الظاهر وغشاء الطبل، اما الاذن الوسطى فهي جوف صغير يحوي عظيمات السمع ويقع خلف غشاء الطبل مباشرة، وهناك انبوب ضيق يصل الاذن الوسطى مع القسم الخلفي للبلعوم يدعى نفير اوستاش ووظيفته هي تهوية الاذن الوسطى ومعادلة ضغط الاذن الوسطى مع الضغط الجوي. وفي الحقيقة ان احساسنا بالقرقعة عند التثاؤب او البلع دليل على قيام نفير اوستاش بمعادلة الضغط في الاذن الوسطى مع الضغط الجوي. اما الاذن الداخلية فتحوي القنوات نصف الدائرية والحلزون وهي مسؤولة عن التوازن ونقل الاشارة الصوتية الى الدماغ عن طريق الياف العصب السمعي.

 ما هو التهاب الاذن الوسطى؟

قد تغزو الجراثيم او الفيروسات الاذن الوسطى مسببة التهابا فيها وهذا الالتهاب قد يؤدي لتراكم القيح في الاذن الوسطى مسببا ضغطا على غشاء الطبل الذي يصبح ملتهبا ومحمرا ويتوقف عن الاهتزاز الطبيعي وهذا يسبب نقص السمع اضافة الى الم الاذن.

 ما هي اسباب التهاب الاذن الوسطى؟

ان الجراثيم مسؤولة عن 80-85% من حالات التهاب الاذن الوسطى. واكثر هذه الجراثيم شيوعا هي المكورات الرئوية والمستدميات النزلية وقد تكون جراثيم اخرى مسؤولة عن التهاب الاذن الوسطى عند الاطفال الرضع دون عمر 6 اسابيع. اما الفيروسات فتسبب 15% من حالات التهاب الاذن الوسطى.

 ما هي العوامل المؤهبة لحدوث التهاب الاذن الوسطى؟

1. يصاب الاطفال بالتهاب الاذن الوسطى اكثر من الكبار لان نفير اوستاش لديهم قصير ويشكل طريقا مثاليا للجراثيم والفيروسات للوصول الى الاذن الوسطى.
2. يرافق التهاب الاذن الوسطى غالبا الاخماج التنفسية العلوية (الزكام – التهاب البلعوم) حيث تصبح الاغشية المخاطية ونفير اوستاش متورمين ومحتقنين وقد تنتقل الفيروسات او الجراثيم عبر نفير اوستاش الى الاذن الوسطى مسببة التهابها.
3. يصاب الذكور اكثر من الاناث.
4. تمنح الرضاعة الطبيعية للاطفال مناعة ضد العديد من الجراثيم والفيروسات ويسمح لنفير اوستاش بالعمل بشكل سليم، لذلك نجد الاطفال الذين ارضعوا من امهاتهم اقل اصابة بالتهاب الاذن الوسطى مقارنة مع الذين لم يرضعوا من امهاتهم.
5. بعض الاطفال لديهم استعداد اكبر لحدوث التهاب الاذن الوسطى مثل الاطفال المصابين بمتلازمة داون (المنغولية) او انشقاق الحنك او المصابين بالحساسية.

 ما هي اعراض التهاب الاذن الوسطى؟


يكون الاطفال الصغار هائجين قلقين وقد يرفضون الطعام اضافة الى وجود الحمى واحيانا اعراض تنفسية علوية مثل سيلان الانف.
اما الاطفال الكبار فيشتكون من الحمى والم الاذن او الشعور بالامتلاء او الضغط في الاذن مع نقص السمع، اضافة الى اعراض الخمج التنفسي العلوي مثل السعال الخفيف وانسداد الانف او سيلانه او الم الحلق.
في الحالات الشديدة يتجمع القيح في الاذن الوسطى ويسبب ضغطا شديدا على غشاء الطبل مؤديا الى انثقابه وعند ذلك يزول الالم فجاة وتخف الحمى ويبدا القيح بالخروج من مجرى السمع.

 كيف تتم معالجة التهاب الاذن الوسطى؟

1. يجب في كل حالات الم الاذن او الاشتباه بالتهاب الاذن الوسطى مراجعة الطبيب الذي يتاكد من التشخيص عن طريق الفحص بمنظار الاذن ورؤية غشاء الطبل الملتهب والمتبارز واحيانا يشاهد عبره سائل في الاذن الوسطى.
2. يتم وصف المضادات الحيوية المناسبة.
3. قد تعطى قطرات الاذن الحاوية على المضادات الحيوية اذا كان غشاء الطبل مثقوبا.
4. يعطى الطفل مسكنا وخافضا للحرارة مثل الاسيتامينوفين والايبوبروفن لمساعدة الطفل على النوم.
5. يجب منع الاطفال من السباحة في حال وجود سيلان الاذن.
6. اذا كان غشاء الطبل منتبجا بشدة بسبب تجمع القيح خلفه فقد يقوم الطبيب باجراء شق صغير في غشاء الطبل لتحرير القيح وتخفيف الالم وهذا الشق يشفى عادة خلال اسبوع.
7. قد يحتاج الاطفال الذين يعانون من التهاب متكرر في الاذن الوسطى لتناول الصادات (المضادات الحيوية) لفترات مديدة، وقد يوضع لهم جراحيا انبوب تهوية صغير عبر غشاء الطبل يسمح بتهوية الاذن الوسطى وخروج السوائل منها.

 كيف يمكن الوقاية من التهاب الاذن الوسطى؟

بما ان الاخماج التنفسية العلوية المتكررة قد تؤدي الى نوبات متكررة من التهاب الاذن الوسطى لذلك فان الوقاية من الاخماج التنفسية العلوية يؤدي باذن الله للوقاية من التهاب الاذن الوسطى. ويتم ذلك بالاقلال ما امكن من التعرض للتجمعات خاصة اذا كان الطفل رضيعا، كذلك تشجيع الاطفال على غسل ايديهم خاصة قبل لمس عيونهم، انوفهم او افواههم، كما ان التدخين السلبي قد يزيد من فرصة حدوث التهاب الاذن الوسطى لذلك فالامتناع عن التدخين في البيت امر ضروري. ولا بد من تشجيع الامهات على ارضاع اطفالهن ارضاعا طبيعيا لما للارضاع من فوائد جمة منها الوقاية من التهاب الاذن الوسطى.
 كلمة اخيرة:
يجب مراجعة الطبيب في كل الحالات التي يشتكي فيها الطفل من الحمى والم الاذن او الشعور بالامتلاء او الضغط في الاذن، فالطبيب وحده القادر على تحديد السبب الذي قد يكون التهاب مجرى السمع (من اعواد التنظيف القطنية) او وجود جسم غريب او التهاب الاذن الخارجية او الصملاخ القاسي. وبعد تحديد السبب بدقة يصف الطبيب العلاج المناسب الذي يجب الالتزام به بدقة حتى تشفى الحالة بشكل تام دون حدوث اي مضاعفات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق