الجمعة، 23 يونيو 2017

الموساد يتهم مبارك بقتل اشرف مروان

الحلقة السادسة والأخيرة من السلسلة تؤكد أن المخابرات الإسرائيلية إما أنها تجد صعوبة شديدة في الاعتراف بأن "السادات" خدعها وأن مروان كان عميلاً مصرياً خدع إسرائيل وضللها لسنوات طويلة، أو أنها تحاول نفي اتهامها بقتل المرحوم "أشرف مروان" زاعمة أن تبرئة الرئيس مبارك له ما هي إلا محاولة للتغطية على قتله. 
أي أن الموساد يحاول في هذا الفصل توجيه أصبع الاتهام للمخابرات المصرية بأنها هي التي قتلت العميل "أشرف مروان"...
ننتقل الآن.. للتفاصيل،،،
قرر الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية تشكيل لجان تحقيق، والتي توصلت إلى نفس النتيجة: مروان لم يكن عميلاً مزدوجاً ولم يتسبب في أي ضرر لإسرائيل. زعيرا لم يتراجع، وقرر مقاضاة زامير. القاضي المتقاعد تيئودور أور، الذي تم تعيينه كمحكم من قبل المحكمة، قرر بشكل قاطع أن رواية زامير هي الأصدق.
يبدو أن زعيرا ومريديه تجاهلوا حقيقة أن مروان كان بين كبار رجالات النظام، صهر عبد الناصر ومستشار السادات، وزعماء مصر لم يرغبوا في الاعتراف بأن واحداً منهم كان خائناً وجاسوساً صهيونياً. كشف شيء كهذا كان سيؤدي إلى صدمة كبيرة في الشارع المصري ويزعزع ثقة المصريين في زعمائهم. لذا، قرر حكام مصر اللجوء إلى طريق آخر- تمجيد ومدح مروان علنية، مع الحكم عليه بالإعدام سراً.
في مطلع يونيو 2007 نشر القاضي تيئودور أور حكم لجنة الفصل. في 12 يونيو 2007 أكدت المحكمة الإسرائيلية رواية زامير بشأن دور مروان في خدمة الموساد. وبعد أسابيع معدودة من ذلك، في 27 يونيو 2007، عثر على جثة حوتيئيل ملقاة على الرصيف تحت شرفة منزله.
وقد اتهمت إسرائيل المخابرات المصرية بقتله، بينما اتهم البعض زعيرا بأنه من تسبب في مقتل مروان عندما كشف النقاب عن اسمه. في المقابل، اتهمت أرملة مروان منى عبد الناصر في تصريح غير مستغرب- اتهمت الموساد بقتل زوجها. وقد أفاد شهود عيان بأنهم رأوا أشخاص ذوي ملامح شرقية يقفون مع مروان في شرفة منزله، قبل دقائق معدودة من وفاته. وبدورها، قررت الشرطة البريطانية، التي حفظت القضية منذ البداية  وتعاملت مع وفاة المليونير المصري كانتحار أو حادث، قررت فتح تحقيقاً جديداً لكشف النقاب عن قاتليه.  
يكشف الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى هذا الجزء من مذكراته

 أن عملية اغتيال مروان وقعت فى تمام الواحدة وأربعين دقيقة من ظهر يوم الأربعاء 27 يونيو 2007 بواسطة رجلين ليبيين الجنسية ألقيا بالراحل مروان من نافذة شقته الكائنة فى وسط لندن، مشيرا إلى أن المعلومات الكاملة عن عملية اغتيال مروان التى لم تستغرق سوى دقيقة و احدة عرفها السير «إيانورا فيكبلير» مدير جهاز سكوتلانديارد منذ أول اسبوع أجريت فيه التحقيقات حول الحادث.
وأكد مبارك أن رجل أعمال بريطانى الجنسية كان صديقا لـ«مروان» شاهد عملية القتل كاملة من شرفة منزله التى تقع بالطابق الثالث بالعقار الملاصق من ناحية اليمين لشرفة مروان، حيث أمسك احدهما به من الخلف وهو مطبق بيده الاخرى يحتضن مروان ويكمم فاه فى ذات الوقت بينما صعد الثانى على حافة الشرفة ليتسلم الراحل من الرجل الاول وفى ثوان قذف بمروان من النافذة ليسقط صريعا على أرض الحديقة الواقعة بالمبنى وسط ذهول الشاهد الوحيد لعملية القتل.
مبارك يكشف أيضا لأول مرة أن ذلك الشاهد تم اخفاء شهادته الكاملة عن عمد لأن أجهزة المخابرات البريطانية كانت قد توصلت للمنفذين بدقة وبالاسماء، وهما من جهاز المخابرات الليبية، إلا أن كشف الحقيقة يومها كان سيهدد المصالح البريطانية ويفضح علاقة رئيس وزراء بريطانيا الاسبق «تونى بلير» السرية بمعمر القذافى.
وطبقا لشهادة مبارك ومعلوماته الجديدة التى يفجرها بالمذكرات فكان لدى الاجهزة البريطانية جميع الاسرار المحيطة بمقتل مروان بعد حفظها فى أرشيف الدولة السرى للغاية، فى الوقت الذى يؤكد فيه مبارك أن لندن سنتشر فيلما مصورا عن عملية اغتيال مروان الحقيقية فى يوم 27 يونيو 2042 وذلك طبقا لقانون حماية الاسرار البريطانية الذى يفرض مرور 35 عاما كاملة قبل نشر أى أسرار تخص الدولة خاصة أن اغتيال مروان صنف يومها من أسرار الأمن القومى البريطانى.
وقال مبارك: إن الجناة عطلوا كل كاميرات الحراسة ودخلوا من أحد أبواب مداخل المبنى الخمسة الجانبية وأنهم اختاروا يوم 27 يونيو بالتحديد لأنه كان يوم تنصيب رئيس الوزراء «جوردون براون» الذى تسلم السلطة من «تونى بلير» المكروه أيامها بسبب مشاركته للعدوان على العراق فى احتفالات رسمية جرت مراسمها فى نفس توقيت عملية اغتيال مروان بمقر رئاسة الوزراء البريطانية بوسط لندن حيث يقع سكن مروان ومسرح الجريمة.
ويكشف مبارك أنه علم من الوهلة الاولى أن الذى نفذ الاغتيال جهاز تتوافر لديه جميع المعلومات اللوجستية المطلوبة لمثل ذلك النوع المتهور من العمليات وأن ذلك الجهاز لم يتخذ قراره فى يوم وليلة بل درس كل ظروف العملية بدقة على مدى شهور طويلة فعلم أن شرطة لندن وكل عيون أجهزة المخابرات ستكون منشغلة فى هذا اليوم بتأمين عملية نقل السلطات من الوزراء لبعضهم البعض ولعملية حضور ملكة بريطانيا وكل أعضاء البرلمان الحفلات الخاصة بمراسم التنصيب كما سيكون الشعب كله منشغلاً بمستقبل البلاد فاختار ذلك التوقيت.
ولم يستبعد مبارك أن يكون «تونى بلير» على علم بما سيحدث لـ«مروان» فى ذلك اليوم، مؤكدا أن مروان أخبر المخابرات البريطانية التى كانت له معها علاقات وطيدة للغاية بمخاوفه من أنه يشعر بالتهديد على حياته قبل مقتله بأيام دون أن يخبر أحدًا حوله على خلفية أنه كان وسيطا فى صفقات سلاح مع ليبيا ودول إفريقية أخرى وأن هناك مشاكل شرسة نشبت من تلك العلاقات ولذلك كان مبارك يعتقد أن بلير كان على علم بتلك الصفقات أيضا بصفته صديقا سريًا للقذافى ورئيسا لوزراء بريطانيا فى توقيت الصفقات التى قام بها مروان لحساب القذافى وأبنائه.
ويعود مبارك ليؤكد أن عملية مقتل الفنانة سعاد حسنى التى لقيت حتفها فى ظروف مشابهة بذات الحى بلندن فى يوم الخميس الموافق 21 يونيو 2001 عن طريق إلقائها من شرفة منزلها اختار الجهاز الليبى تقليدها بدقة حتى يطمس معالم الجريمة وتتوزع الشبهات بعدها على أكبر عدد من الأجهزة العربية والشرق أوسطية.. وأن حفاظ الجناة على ملامحهم الشرقية رغم امكانية تغييرهم ملامحهم جاء للصق التهمة بمصر وإسرائيل معًا حيث أنهما عمليًا من المفترض أن لديهما دافعًا منطقيًا يجعل من احدهما الجانى.. إلا أن الجانى فاته تفصيلة واحدة شديدة الأهمية وهى أن مروان كان يعمل فى الاساس مع الاثنين بشكل مزدوج فى قضية معقدة للغاية.
ويوضح مبارك أن يوم الثلاثاء الموافق 27 مارس 2007 شكل كارثة علنية لمروان، عندما أصدر القاضى الاسرائيلى «تيودور أور» حكما من المحكمة الاسرائيلية العليا كشف فيه للعالم بشكل رسمى أن مروان كان جاسوسا لإسرائيل فى قضية كانت تدور منذ عام 2004 بين اللواء «تسفى زامير» رئيس جهاز الموساد خلال حرب أكتوبر 1973، الذى كان آخر من قابل مروان مساء يوم 5 أكتوبر 1973 بلندن وأحد الضباط الذين أشرفوا على تشغيل مروان لحساب إسرائيل ومعه ضابطان كبيران سابقان من المخابرات الحربية الاسرائيلية هما «عاموس جلبواع» و«يوسف لنجوتسكى» كانا قد خدما تحت قيادة اللواء «إيلى زاعيرا» رئيس جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية خلال أكتوبر 1973.
وكان «زامير وجلبواع ولنجوتسكي» قد رفعوا على «زاعيرا» قضية اتهموه فيها بتعريض أسرار الامن القومى الاسرائيلى للخطر مع حياة العميل «بابل» وهو لقب «مروان» بالموساد بعد أن أذاع «زاعيرا» اسم مروان على الملأ وعن عمد فى حلقة برنامج حوارى تليفزيونى تمت فيه استضافة زاعيرا مع المذيع الاسرائيلى الشهير «دان مارجاليت»، والمعروف أن «زاعيرا» تمت اقالته بسبب هزيمة إسرائيل وهو لايزال حتى يومنا هذا يتهم مروان بأنه كان سبب هزيمة إسرائيل فى الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق